منظمه غير ربحية للبحث عن مفقودين سوريين.
منظمة رسمية غير ربحية، مقرها الرئيسي في كندا، معنية بالبحث عن المفقودين السوريين حول العالم، من خلال منصة الكترونية هي الأولى عالمياً، حيث تتم عبرها عمليات التسجيل والمطابقة الأولية للبحث، إلى جانب خدمات الدعم والحماية والتوجيه والمشاركة المجتمعية لقضية المفقودين السوريين. يعتمد فايند سوري على منصة الكترونية تفاعلية، صممت من أجل مساعدة الناس لبعضهم البعض، وتقديم الخدمات الضرورية لقضية تسببت بالكثير من الألم داخل مجتمع أنهكته الحرب لسنوات، كما أنه مشروع خدمي اجتماعي إنساني لا يتبع لأي حزب سياسي، ويعمل بشكل مستقل عن أي منظمة أو هيئة دولية أو حكومية، ما يجعله مشروعاً محايداً لجميع المستخدمين، وأداة للبحث عن أي مفقود سوري الجنسية (حي أو ميت، رجل أو امرأة أو طفل) فُقد في مكان ما ويبحث عنه الآخرون ولم يزل مصيرهُ مجهولاً. قد يكون المفقود في سوريا أو خارجها، ولا يشترط مرور وقت معين على اختفائه، مثل الذين فقدوا في حركات النزوح، أو الذين فروا من الحرب واختفوا على طرق الهجرة، أو في مياه البحر أو النهر، أو المختطفين)، أو كما في الحالات المرتبطة بانتهاك حقوق الإنسان (مثل المختفين قسريأ أو ضحايا الجماعات الإجرامية التي تفترس المهاجرين واللاجئين السوريين وتتاجر بأطفالهم وشبابهم)، أو الكوارث الطبيعية.
تم إطلاق مشروع فايند سوري سنة 2022 نتيجة بحث أكاديمي في كلية كونيستوغا من قبل مؤسسة المشروع ديمه الدرع، ليكون مركزاً لتوثيق المفقودين مع استمرار تزايد أعدادهم بسبب الحرب والنزوح داخل سوريا وخارجها، وعمل فايند سوري بشكل فعال خلال كارثة زلزال 6 فبراير في تركيا وسوريا، ليكون لاحقاً منصة عالمية لكل المفقودين السوريين الذين تعددت أسباب اختفائهم.
إن منصة فايند سوري المدعومة بتقنيات الذكاء الصناعي توفر مساحة تشاركية من أجل أهالي المفقودين السوريين، تم تطويرها من قبل مختصين في التكنولوجيا والدعم العاطفي والنفسي بالإضافة إلى تفعيل ورشات فنية تضم الفئات الأكثر ضعفاً تجمع منصة Findsuri بين التكنولوجيا المتقدمة والخدمات الرحيمة لتوفير مساحة تعاونية لأسر السوريين المفقودين. تم تطوير Findsuri بواسطة خبراء في التكنولوجيا، وتقدم أدوات مبتكرة مصممة لتعزيز عملية البحث وإعادة التوحيد. في منصة فايند سوري، نعتمد على أحدث التقنيات التكنولوجية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لدعم العائلات في البحث عن أحبائهم المفقودين. تقنية التعرف على الوجه وربط الحالات تساعد في تحسين دقة وكفاءة عملية المطابقة بين الأشخاص المفقودين والمشاهدات المبلغ عنها أو الأفراد الذين تم العثور عليهم. بالإضافة إلى ذلك، توفر ميزة Speak2Form، وهي أداة تحويل الصوت إلى نص تسهّل على المستخدمين الإبلاغ عن الحالات بسرعة وسهولة، خاصة في المواقف العصيبة، حيث يتم تحويل الكلمات المنطوقة إلى نصوص دقيقة لإتمام النماذج بكفاءة. تعتمد المنصة أيضًا على آليات بحث وتصفية متقدمة، تتيح للمستخدمين إمكانية البحث باستخدام معايير متنوعة، مثل السمات الجسدية والمواقع المعروفة الأخيرة وتقنيات التعرف على الوجه، مما يضمن الوصول إلى نتائج دقيقة ومرنة. لضمان خصوصية وأمان المعلومات، يتم تشفير جميع بيانات المستخدمين وفقاً لأعلى المعايير الدولية، بما في ذلك قانون حماية المعلومات الشخصية والوثائق الإلكترونية في كندا (PIPEDA). من جهة أخرى، تقدم أدوات التصور الديناميكي للبيانات رؤى دقيقة حول الاتجاهات والأنماط، مثل الخرائط الحرارية، والتي تساعد في التخطيط الاستراتيجي وتخصيص الموارد بفعالية خلال عمليات البحث. ولأننا ندرك العبء العاطفي الذي يرافق رحلة البحث عن الأحباء، تم تصميم برنامج "فضفضة" ليكون ملاذاً آمناً للدعم العاطفي. توفر فضفضة مساحة تتيح للمستخدمين التعبير عن مشاعرهم ومشاركة قصصهم وتجاربهم بطرق مرنة وشخصية، سواء عبر النصوص أو الصوت أو الفيديو. كما يعزز التفاعل بين الأقران من خلال التعليقات والرسائل، مما يسهم في بناء مجتمع داعم ومتماسك. في فايند سوري، نجمع بين التكنولوجيا المبتكرة والرعاية الإنسانية لنقدم للعائلات المتضررة الدعم الذي يحتاجونه، آملين أن نكون جزءاً من رحلة إعادة الأمل والوصول إلى إجابات.
من الضروري تقديم خدمات الاستشارة وتوجيه أهالي المفقودين أثناء عمليات البحث ومتابعة إجراءات المطابقة الأولية والتحقق، وذلك يتطلب فريق عمل ذو خبرة في التواصل عن بعد مع الأهالي من جهة، ومع الجهات الرسمية في بلدان الفقد، مع التزام سياسات وخصوصيات كل بلد من حيث الإجراءات القانونية المتبعة، مما يدفع المنظمة لبذل المزيد من جهود الدعم الفني والإداري في سبيل الوصول لنتائج محققة لصالح أهالي المفقودين. نعمل على تسهيل التعاون مع الهيئات الحكومية وغير الحكومية من خلال واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتبادل البيانات في العمل، مما يؤدي إلى فعالية تبادل المعلومات. كما أننا نلتزم بالسياسات والأطر والقواعد الخاصة بكل دولة، كما نلتزم بالإجراءات المحلية.
هي مهام عميقة ومعقدة، حيث تبدأ منذ لحظة إدراك الأشخاص بأن المصير المجهول لفقيدهم بات محتماً، وهي مرحلة التخبط ما بين اليأس والخذلان، وبين الأمل المرجو بإعادة لم شملهم من بعد أن مزق الصراع ـ داخل سوريا والنزوح خارجها ـ تلك الأسر. لذلك هي مشكلة مركبة ومتشعبة، ونحن في فايند سوري نسعى جاهدين لتحقيق لم الشمل من خلال:
نهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع والإنسانية والمسؤولية المشتركة بين السوريين والشعوب الأخرى، فمن خلال العمل معاً كمنظمات أو مع الجهات الحكومية أو الدولية، يمكننا زيادة فرص العثور على أحبائنا المفقودين.
نضمن سلامة وحرية المستفيدين من خدماتنا ببالغ الأهمية، كما أننا ملتزمون بتوفير بيئة آمنة تقنياً عبر الانترنت، مما يساهم برفع حالة الخوف من البوح بمعلومات عن أي مفقود، وكذلك حماية بيانات المستخدمين وفق القوانين الدولية، وبما يتناسب مع خصوصية المستخدمين وحمايتهم من الاستغلال.
نقوم بتمكين العائلات والأفراد من خلال منحهم منصة يمكنهم من خلالها القيام بدور فعال وحيوي في البحث عن أقاربهم المفقودين، كما يوفر هذا التمكين إحساساً بالانتماء والأمل والقوة وسط الظروف الصعبة.
نحافظ على موقف محايد، خالٍ من الانتماءات السياسية، أو التعصب للدين، أو العرق، أو الجنس، لخلق مساحة حيث يمكن للجميع المشاركة دون مخاوف بشأن التحيز أو التمييز.
نحن نولي أهمية لسهولة الاستخدام وإمكانية الوصول إلى خدماتنا، سواء على موقعنا الالكتروني أو تطبيق الهاتف المحمول، لضمان قدرة الأفراد على التنقل في منصتنا المدعومة بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الصناعي.
هدفنا الأساسي هو ربط الأشخاص المفقودين بذويهم من خلال التعاون، ودعم الأهالي بالمزيد من الانتماء والأمل، من خلال خدمات برامجنا في الصحة النفسية والدعم العاطفي، إلى جانب الإرشاد والتوجيه والأنشطة الفنية.
لا بد من التأكيد على سياسات فايند سوري المحايدة في موقفها تجاه القضايا السياسية والحقوقية، لكونها منظمة إنسانية وليست حقوقية، ولا تعمل على استصدار بيانات إدانة أو تحريض تجاه الآخرين، وذلك انطلاقاً من الأهداف الإنسانية النقية التي تأسس بها المشروع، واحتراماً لمشاعر أهالي المفقودين في تحقيق مصالحهم، كما أنّ فايند سوري لا يهدف لجمع بيانات المستخدمين أو مشاركة المعلومات مع طرف ثالث، إضافة لكونه ينتهج سياسة عدم التمييز والانحياز على أساس العرق أو الدين أو الانتماء لتحقيق العدالة. تلتزم فيند سوري التزامًا راسخًا بالحفاظ على موقف محايد بشأن القضايا السياسية وحقوق الإنسان. وبصفتنا منظمة إنسانية، وليس منظمة قائمة على الحقوق، فإن مهمتنا متجذرة في أهداف إنسانية بحتة. نمتنع عن إصدار بيانات الإدانة أو التحريض، ونحترم مشاعر ومصالح أسر المفقودين. كما تطبق منصتنا بروتوكولات أمان متقدمة تشمل تقنيات تشفير البيانات، والتحكم في الوصول بناءً على الأدوار، وإجراء مراجعات أمنية منتظمة لحماية معلومات المستخدمين. كما نلتزم باللوائح العالمية لحماية البيانات لضمان التعامل مع جميع المعلومات الشخصية بأقصى درجات العناية والامتثال للمعايير الدولية.
بدأت رحلتنا بإدراك حجم المأساة التي خلفتها الحرب السورية واستمرارها، السوريين يختفون يومياً، عشرات الآلاف من الأسر ينتظرون الإجابات عن أحبائهم المختفين، وبات هناك حاجة ملحة لمنصة آمنة مخصصة لمساعدة السوريين في تحديد مكان أفراد عائلاتهم وأصدقائهم المفقودين، ولسوء الحظ، تستمر أعداد السوريين المفقودين في الارتفاع، مما يؤدي إلى تفاقم العبء النفسي على العائلات التي فقدت أفرادها، لذا لجأ السوريون إلى مشاركة صور أحبائهم المفقودين على منصات التواصل الاجتماعي مثل مجموعات فيسبوك، وواتساب، وتليغرام، حيث تفتقر هذه المنصات إلى التدابير الأمنية، مع عدم مراعاة التأثير النفسي المعاكس على العائلات، وهذا يعرّض الأفراد والأسر للاستغلال والقهر والكشف غير المرغوب فيه عن معلوماتهم الشخصية. من هنا بدأت قصة فايند سوري، وبدافع من التعاطف والشعور العميق بالمسؤولية، اجتمعنا معاً لإنشائه. يضم فريقنا خبراء في التكنولوجيا والأمن والتواصل المجتمعي، يوظفون مهاراتهم في خدمة المجتمع العام والسلام، كما ندرك جميعاً أهمية توفير مساحة آمنة ومحايدة وسهلة الاستخدام، حيث يمكن للسوريين مشاركة معلوماتهم بأمان، والتواصل مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة، والوقوف إلى جانبهم والمشاركة بنشاط في البحث عن أحبائهم المفقودين وفق منهج مدروس وفعّال، داخل منصتنا فايند سوري.
هي التعاطف. نحن نؤمن بقوة التعاطف والتضامن الإنساني في إحداث تأثير إيجابي على حياة السوريين في جميع أنحاء العالم، والذين يعانون بسبب اختفاء أحبائهم. نحن ملتزمون بتوفير منصة آمنة وداعمة حيث يمكن للأفراد أن يجتمعوا لمساعدة بعضهم البعض في البحث عن الأشخاص المفقودين. إن التزامنا بقواعد الخصوصية والأمان يؤكد احترامنا للطبيعة الحساسة لهذه المهمة، مما يضمن ـ للذين يبحثون عن إجابات ـ القيام بذلك دون خوف من التعرض للاستغلال أو المتاجرة.
يسعى القائمون على تطوير فايند سوري إلى حل أكبر قدر ممكن من المشكلة، ومن خلال التعاون المرجو سيتم العمل على آليات تحد من تزايد أعداد المفقودين السوريين، كما يمتلك القائمون خطط لتنفيذ رؤية مستقبلية من أجل تعميم الخدمات على المجتمعات المتضررة بفعل الحروب والكوارث والهجرة في كل من فلسطين وأوكرانيا وإفريقيا وأوروبا، ليكون مركز توثيق عالمي للمفقودين ودعم السلام.
فايند سوري ليست مجرد منصة، بل هي مجتمع متماسك يجمعه التعاطف والهدف المشترك في لم شمل العائلات. معاً لنضيء شعلة في درب التعافي من الفقد، وبعزمنا الجماعي لن نترك عائلة المفقود دون دعم، ولا سبيل لمفقود أن يُنسى، فإما لقاء أو ذكرى محفورة في قلوبنا. مستمرون مع فايندسوري لتسليط الضوء على الزوايا المظلمة للفقدان، ولنحيي الأمل في النفوس ونعيد الروابط المفقودة. انضموا إلينا عائلة تلو الأخرى، لنصنع الأثر الجميل!